نافورة الأماني

حسناً, لنكون صرحاء, سأنتظر ححتى تذهبين ثم سأغطس و اسرق كل العملات
قلتُها مازحاً, ستتقبلها كمزحة, و لكني بالفعل سأفعل هذا
ضحكتُ و تابعتُ قائلاً:
جارديان ميوز, يمكنكِ ان تدعوني بميوز

تمتمتْ: نافورة ماذاَ ؟
توقفتُ قليلاً لأفكرْ واكملَ هامساَ: الأمانيِ ،
وضعتُ كفَ يديَ امامَ عينيِ ، اعدَ اصابعي وأوجهَ نظريِ الى الموجودينَ ،
بخطواتٍ هادئةْ اقتربُ من النافورةْ ، احدقُ بهاَ قليلاً ، ربماَ مستكشفاً ، ربماَ محدقاً وفقطْ

هذاَ مايحدُثُ عادةً ! صمتٌ مطلقْ ، ام اننيِ الغريبُ هناَ ؟
ابتسمتُ ، احبُ ذلكَ الشعورْ رغمَ كلٍ شيءٍ ، نظرتُ الى الأعلى قليلاً ،
واخيراً استدرتُ حينَ سمعتُ ماقالتهُ الأخرىَ : جلومْ ؟ ظلمْ ، لم احسُ انه اسمُ عصيرِ القرعْ
هززتُ رأسيِ ، ونظرتُ الى القطةْ ، وللمرةْ الألفْ تصيبني رعشةْ غريبةْ ما ان ارى قطةْ
وهمستْ : ميشاَ
تنحنحتُ وقلتُ بصوتٍ واضحْ : ميشاَ ، كرأيِ ثالثْ

نظرتُ لهاَ باستغرابْ حينَ انحنتْ ، بدا لي أن الأمرْ مبالغةْ ، لكن لايبدو فهيَ جديةْ ،
توجهَ نظري الى ميشا سريعاً، مددتُ يديِ بجرأةْ ، لم احملْ حوياناً من قبلْ ، غير ذلكَ العصفورُ الأصفر
اصفرْ ، كاصفرار عينيْ القطةْ ، طبقتُ اصابعيِ على جسدهاَ بهدوءْ ، لا زلتُ انظرُ بعينيهاَ
هل بينناَ تواصلْ ؟ لا ادريِ لأنني ارى استغرابهاَ ، كاستغرابيِ، أو ربماَ انا اتخيلْ
بللتُ شفتيِ بلسانيِ ، وقلتْ : ميشاَ ، مرحباً
لا حركةْ ، هل هيَ ميتةْ ، نظرتُ بالآنسةْ اماميِ مالكتهاَ ، هيَ في حالةْ طبيعيةْ
قربتهاَ ، منيِ ، رأيت الكثيرين يفعلونَ هذاَ ، تشبثتِ بمخالبهاَ ، في قميصيِ ، فمسدتُ بيدي على فروهاَ برفقُ
ابتسمتُ بسعادةْ ، تجربةْ رائعةْ غريبةْ ، لا أزالُ خائفاً
رفعتُ نظري الى صاحبتهاَ وقلتْ : هذاَ جيدْ صحيحْ ؟