نافورة الأماني

نظرتُ بميشاَ بشكْ ، ببعضِ الخوفْ ، ثم الىَ الواقفةْ اماميِ : أظننيِ سأتمنىَ ان يكونَ كلُ شيءٍ بخيرْ
التفتتُ ناحيةَ النافورْ وقلتْ : لا ، أردتُ أن أراهاَ
عدتُ التفتُ اليهاَ : أقصدُ النفورةْ

وهيَ تتحدثْ ، أناَ انظرُ الى ميشاَ ، تبدو مطمئنة وانا ، اعتدْتُ على الوضعْ
نظرتُ بيدهاَ ، الى تلكَ العملةْ : هلْ منْ يُحققُ الأمانيِ ، يريدُ حسنةْ ؟
رفعتُ حاجبايَ متعجباً ، وقلتْ : أمنيةْ ، أمنيةْ
ماذاَ كانتْ امنيتكِ وانتِ طفلةْ ؟

ابتسمتْ ، بدا لي أنني انظرُ لتلكَ الطفلةْ ، ولو بداَ لي شكلهاَ مضحكْ كشكلْ معظم الأطفالْ ،
الى ان وصلَ الأمرُ ليِ الى امنيتيِ
تعلقَ نظريِ بتلكَ العملةْ وقلتْ : اذاَ تمنيِ انْ تتحققَ امنياتكِ ،
التفتتُ لأحدقَ بتلكَ النافورةْ ، بهدوءْ مطلقْ ، ثمَ اقولَ فجأةْ: تمنيتُ ان ينتهيَ اليومُ سريعاً ، لأخلدَ للنومْ

هذا المكان مملوء بالناس, بدأتُ اسأم, اريد ان
اغطس قبل ان يفعلها احد غيري

لمْ احركْ ساكناَ ، ولم انظرْ الى كليهماَ غير تلك النافورةْ ، رفعتُ يدي عن ميشاَ تاركاً الخيارَ لهاَ
ابتسمتُ بهدوءْ ، تبدوُ حركة قد اعتمدهاَ ،
راقبتث العملة وهيَ تهويِ بمكانهاَ المقدرْ وقلتْ : اظن ان محقق الأمنيات قد قبلهاَ
نظرتُ بميشاَ : قد تكونُ امنيتيِ القادمةْ رؤية ميشاَ كلَ يومْ

كاَنَ يمكننيِ ان اعتبرهُ رفضاً ، بل فعلتُ وتفهمتْ ، نظرتُ بميشا وكأننيِ انظرُ اليهاَ نظرةْ اخيرةْ
وقلتْ : يبدوُ انه كان كريماً معكِ ، فقط ،
ابتعدٌ متجها الى الجهةْ المقابلةْ ، واميل نفسيِ متمعناَ بتلك العملاتْ بهدوءْ ،
واحياناَ استرقُ النظرَ للقطراتْ المتساقطة في المياهْ
وهذاَ مايحصلْ

بدأت انفقع و بشدة من الحديث, و الفتى ذو البدلة
اضحكني للغاية, فتى الجيش ايضاً, بدا لي كفتاة نحيلة
تمالكتُ نفسي و راقبتُهم بصمت حتى يرحلوا

شمرتُ على يديِ ، انحنيتُ ، ارىَ قطعة نقديةْ قريبةْ ، انحنيتُ لأغمس يديِ بتلكَ المياهْ ،
آخذهاَ ، انظر لها وهيَ بكف يديِ لفترةْ ، فأقبض عليهاَ ، اعيدَ البدلة كماَ كانت واخرجَ من المكانْ

امسكتُ بهِ من ياقتهِ ، وجعلتهُ يستديرْ ،
نزعتُ العملةْ من جيبهْ ، ونظرتُ لهاَ : والدكَ ، لا تقلْ انه هو اللوردْ دراكولاَ ،
هل لديكَ وثائق ؟
نظرتُ بالذي بجانبيِ
دفعتهُ عنيِ ، وذهبتُ لأعيدَ العملةْ مكانهاَ تماماَ ، ونظرتُ لهْ : ان نقصتْ عملةْ سأعلمُ انهُ انتْ
تمعنتُ المكانَ بهدوءْ وقلتْ : انت صاحبُ البدلةْ ، الا يجبُ ان تكونَ في الحدودْ ؟

مددتُ شفتيِ : كم سنتاً سرقتَ لحدِ الآنْ ؟

صحتُ قائلاً:
انظر سيدي الضابط اعتدااء, اعتدااء, اريد ان يتم القبض عليه بتهمة ترهيب المواطنين, و سرقة العملات!!

قطبتْ : آلهة الميوزْ ؟ اينَ درستْ ؟
وعائلةْ اوغسطس ، ليتكمْ لم تتحولوا من ذلكَ الشهرْ
تمالكتُ نفسيِ واناَ انظرُ اليهْ : لأذكرْ ، مقرُ عملهْ بالحدودْ ، لا سلطة هناَ ،
اقتربتُ حيثُ همْ ، واخذتُ بطاقةُ عمليِ وقلتْ : حرسْ القصرْ الملكيِ

مددتُ شفتايَ متعجباً : يمكننيِ تفتيشكَ ان اردتْ ، وستفقدُ تعويضكَ ، وعملكَ ، لا تتحاذقْ
رفعتُ سبابتيِ : هل انتهيناَ ام ماذا َ ؟